Page 87 - web
P. 87
ISSUE No. 452 وفي هذا الجانب ،فإن الدول تعزز جهودها من خلال
التنسيق والشراكات الإقليمية مثل :مجلس التعاون
لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي ،حيث ُُتنفذ هذه ومنها اتفاقية باليرمو لمكافحة الجريمة المنظمة
المكونات الإقليمية برامج مشتركة لبناء القدرات عبر الوطنية لعام 2000م ،والتي تبنتها الأمم المتحدة
وتطوير التشريعات وتعزيز الرقابة على الحدود وتبادل وصّّدقت عليها معظم دول العالم ،كما ُُأنشئت
المعلومات والبيانات لاعتبارها عنصًًرا فاعًا ًل في تعقب مؤسسات دولية متخصصة لمواجهة التحديات الأمنية
شبكات الجريمة ومكافحة أنشطتها ،وعلى الرغم من العالمية ومنها الجريمة عبر الوطنية ،ويعمل الإنتربول
الجهود المبذولة؛ فإن الدول تواجه تحديات عدة تتمثل ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة
في التباين بين الأنظمة القانونية والقضائية والتعاون ( )UNODCعلى تسهيل التعاون والتنسيق بين الدول
بين أجهزة إنفاذ القانون الدولية مما يتم استغلال هذه وتبادل المعلومات وتفعيل الجوانب القانونية ذات
التباينات القانونية والتكنولوجية من قبل المجموعات الصلة ،وتقوم وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال
إنفاذ القانون (يوروبول) بتطبيق القانون وحفظ الأمن
الإجرامية. في أوروبا عبر تقديم الدعم للدول الأعضاء في الاتحاد
ومن ثم يتطلب بناًًء على ما تقدم إنشاء منظومات الأوروبي في مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة
متكاملة للتعاون الدولي تشتمل على توقيع اتفاقيات والإرهاب ،كما تعنى منظمة (أمريبول) بتعزيز التعاون
ثنائية وإقليمية وتفعيل مذكرات التفاهم الأمنية الأمني بين أجهزة الشرطة في دول أمريكا اللاتينية ،فيما
وتبادل قواعد البيانات وتطوير منظومات المراقبة تهدف منظمة الشرطة الجنائية الإفريقية (الأفريبول)
والسيطرة على الحدود وتشديد الرقابة على المنافذ إلى تبادل المعلومات وتعزيز التعاون والتنسيق بين
القانونية ،و ُُيعد تعزيز التوعية المجتمعية ودعم برامج أجهزة الشرطة في الدول الإفريقية من أجل مواجهة
التنمية وبناء قدرات الجهات المعنية من الأدوات الفاعلة
للوقاية من تنامي هذه الجرائم والحد من آثارها المدمرة التحديات الأمنية.
لاعتبار أن المجتمع يدعم جهود أجهزة إنفاذ القانون،
ومن ثم فإن تعزيز التوعية الأمنية تعُُد من الجوانب
الفاعلة التي تحرص عليها الدول لمواجهة التحديات
الأمنية والتصدي للعصابات الدولية المرتبطة بالجريمة
العابرة للوطنية والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.
ويبقى القول :إن الجريمة عبر الوطنية أو الجريمة
العابرة للحدود ،وإن تباينت هذه المسميات ،فإن أثرها
على الفرد والمجتمع والدولة يتنامى في ظل الانفتاح
العالمي ،وتطّّور وسائل التقنية الحديثة ،وما يصاحبها
من تحديث تقني وتطور أساليب الجريمة ،ومن ثم ،فإن
تضافر جهود أجهزة إنفاذ القانون على المستوى المحلي
والإقليمي والعالمي وتحديث الأنظمة التي تتصدى لهذا
النوع من الجرائم وتبادل المعلومات يعُُد مطلًًبا دولًًيا،
بالإضافة إلى تعزيز الشفافية في التعاون بين المنظمات
وتبادل المعلومات وتوحيد الجهود وتحديث الأطر
القانونية بما يتناسب مع طبيعة التهديدات المستجدة.
87